روائع مختارة | روضة الدعاة | فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) | الصحبة.. الصالحة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة


  الصحبة.. الصالحة
     عدد مرات المشاهدة: 6422        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

انتشرت في بلادنا بعض الجماعات المؤمنة - نحسبهم كذلك -، وهم يدعون إلى دين الله عز وجل, ولكن كل على طريقته, وكل جماعة منهم تدعي أنها هي الأصوب والأصح.

وقد احترت في أمرهم وأريد أن أكون في جماعة مؤمنة صالحة تعينني على الخير؛ لأن الكل يعلم أن الشيطان من الفرد أقرب ومن الاثنين أبعد.

فأريد منكم أن تدلوني على الخير وأي الجماعات أصاحب (جماعة الإخوان المسلمين أم جماعة الدعوة السلفية أم جماعة التبليغ والدعوة ... إلى آخر هذه الجماعات)؟!

وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهذا سؤال كريم يدل على أن صاحبه إنما يريد أن يعمل لأجل الله جل وعلا، يريد أن يكون داعياً إلى الله عز وجل.

إنك بحمد الله عز وجل قد أخذت بهذا الدين ولما أخذت به كرهت أن تظل هكذا دون أن توصله إلى الناس فانتقلت إلى أمر أعظم ألا وهو قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

فتأمل في هذه الآية العظيمة وفي هذه المدحة الجليلة التي مدح الله جل وعلا الداعين إلى رضوانه؛ فقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً} أي لا أحد أحسن قولاً ممن يدعو إلى الله وممن يلتزم بشريعة الله ويقدمها بعباد الله ليدلهم على الخير.

وأيضاً فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) أخرجه البخاري في صحيحه.

وخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً.

ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً)، فالحمد لله الذي شرح صدرك لطاعة الرحمن وشرح صدرك للدعوة إلى رضوانه ونسأل الله أن يثبتك على الحق.

وأن يجعلك من عباد الله الصالحين الذين يقدمون هذا الدين للناس غضَّاً طريًّاً فيحببون عباد الله في دين الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

وأما عن سؤالك الكريم فالجواب هو ما نطق به النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه) متفق على صحته.

فتأمل في هذا التمثيل الجميل كيف أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحضَّ المؤمن على أن يصل أخاه المؤمن وأن يكون عوناً له، فشبهه صلوات الله وسلامه عليه بالبنيان الذي لا يتم أمره ولا تحصل منه فائدة إلا بأن يكون متماسكاً.

ولا يكون له هذا التماسك إلا بأن تكون اللبنة على اللبنة، فهكذا فلتكن، فلتكن لبنة من لبنات الإسلام، فلتكن أخاً للمؤمنين جميعاً، تعين على طاعة الرحمن، توالي في الله وتعادي في الله، فكل مؤمن هو وليك وكل مسلم هو أخوك، فأنت بحمد الله عز وجل تحمل الرحمة في قلبك لكل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

كما خرَّجاه في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) متفق عليه.

فهذا هو شأنك أن تكون أخاً لعباد الله المؤمنين وليس من شرط ذلك أن تكون منتسباً إلى أحد، ولكن كن منتسباً إلى عباد الرحمن وكن منتسباً إلى هذا الدين العظيم وإلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنت تعين كل من أراد نصرة الإسلام، فلك سهم في طلب العلم الشرعي.

ولك سهم في الدعوة إلى الله جل وعلا، ولك سهم في إغاثة الملهوف، ولك سهم في الصدقة، ولك سهم في بر والديك وصلة الأرحام، فكن أنت العبد الذي يكون كالمسك يفوح فيستفيد منه كل من اقترب منه.

وكن أنت ذلك الصاحب الصالح الذي قال فيه صلوات الله وسلامه عليه: (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة) متفق عليه.

وليكن شعارك دوماً: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) متفق على صحته.

وقد خرج الترمذي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المسلم أخو المسلم، لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله،كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).

فهذا هو سبيلك وأن تكون عبداً لله جل وعلا توالي عباد الله المؤمنين وتعادي من عادى الله.

فخذ بهذا وكن مشاركاً في الدعوة إلى الله جل وعلا وليس من شرط ذلك أن تكون مع هذا أو ذاك ولكن كن ضارباً بسهمك في طاعة الرحمن عبداً لله جل وعلا والله يتولاك برحمته ويرعاك بكرمه.

ونود دوام مراسلتك إلى الشبكة الإسلامية التي تسعدنا وتسرنا، ونسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يجعلك إمامًا من الأئمة المهتدين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.

وبالله التوفيق.

الكاتب: أ/ الهنداوي

المصدر: موقع إسلام ويب